الاثنين، 8 سبتمبر 2008

المحور الثالث : المجتمع والسلطة

المحور الثالث : المجتمع والسلطة

إذا كان المجتمع يتوقف وجوده وبقاءه على مجموعة من المؤسسات كالقوانين والمدرسة، فان الفرد يؤسس تواجده الاجتماعي على أساس مؤسسة الدولة.
فكما ذهب تحليلا وتاريخيا هاربرت سبنسر على أن أصل الدولة والحكومة هو الخوف من الحياة هو العامل الأساسي الذي أدى عبر العصور إلى ظهور القول السياسي فالسلطة كما ذهب فلاسفة العقد الاجتماعي لا يبررها إلا السلطة السياسية فهي -أي الدولة- بما هي سلطة ومؤسسات خاضعة لمطالب الأفراد، وهي وسيلة تحقيق اكبر قدر من الحرية الفردية .فان الكثير منهم يؤسس لفكرة القهر انطلاق من تنازل الأفراد عن حقوقهم كاملة في سلطة ديكتاتورية وفردية قادرة على ممارسة القهر والقمع. يقول ماركس في هذا الصدد:" الدولة ليست تعبير عن الإرادة العامة، وإنما قوة تعلو على المجتمع،وهذه القوة إن كان أملها هو المجتمع إلا أنها تضع نفسها فوقه فتغترب عنه".

سيغموند فرويد :
يرى فرويد أن المجتمع يمارس نوعا من القهر الاجتماعي على الأفراد, من خلال آليات التنشئة الاجتماعية المتمثلة في التربية والبيئة, عن طريق تدخل النظام الأخلاقي,و يمارس قهرا على الفرد , الذي يميل إلى إثبات غرائزه فيحوله من كائن أناني إلى كائن منفتح على الأخر.
إن التدخل المفرط للمجتمع المتحضر في خصوصيات الأفراد . يخلق نوعا من التوتر والصراع النفسي لدى الفرد , على نحو غير متشدد . تجعله يقبل قيم المجتمع ويتخلى عن غرائزه. إذ يتسامى بها في الواقع بامتهان حرف وممارسة هوايات خلاقة ( الفن والقراءة و الرياضة...) لتعويض ما انتزعه المجتمع منه.
إن الشخص عندما يتخلى ويتنازل عن غرائزه لصالح المجتمع. يكون حسب فرويد شخصا منافقا يعيش نوعا من الاغتراب الذاتي. إذ يتخلى عن طبيعته الخاصة وينصهر في الذات الاجتماعية .

ألان تورين :
يتناول ألان تورين علاقة الفاعل بالمجتمع, على ليس بسابق على وجود الأفراد أو الفاعلين بل هو حدث لايتم إلا في إطار دائرة من الاحتكاكات و الصراعات والتفاعلات بين الأفراد.
فالمجتمع دينامية في شكليها : الماكرو والميكروسلطوية. إن النظام الاجتماعي لا يتم إلا في إطار أشكال الحركة والتفاعل و الفاهم والصراع بين الفاعلين الاجتماعيين و الذين يشكلون مفتاح فهم المجتمع. إن الفاعل الاجتماعي لايمكن أن نفهمه في ظل المجتمع, بل في ظل مجموع العلاقات , أو المواجهات القائمة بين فاعلين اجتماعيين. نفسها العلاقات والصراعات التي تنتج المجتمع .

رالف لينتون :
على العكس من ذلك يرى لينتون . أن الفرد الإنساني , يتلقى تعاليم مهيأة سلفا, هي ما يمنحه نماذج سلوكية تستجيب لحاجاته , خاصة الحاجات التي خلقها لديه الغير. إذ تبقى هذه النماذج تحيل الفرد إلى المشاركة والاندماج في الحياة الاجتماعية لإشباع حاجاته الخاصة . بل أكثر من ذلك التنشئة الاجتماعية تحتم على الفرد أن يتعلم الأكل لإشباع الجوع بطريقة مقبولة من لدن المجتمع و إرضاء باقي النماذج السائدة .

ما هي الفلسفة ؟

ما هي الفلسفة ؟

المحور الاول : اللغة الانسانية واشكال التواصل الحيواني

تمهيد : اللغة

ان عيش الانسان في اطار مجتمع يجعل من اللغة ضرورة حيوية تحقق التواصل بين افراد المجتمع فنحن بحاجة الى اللغة لانها تستجيب لطلب يومي وهي تعني لدى الحس المشترك فعل الكلام ويعتبر ان هذا الفعل يتوقف على مجموعة من الكلمات او الالفاظ التي يكتبها او ينطقها افراد مجتمع معين بحيث تصبح اللغة خزانا للكلمات بواسطتها يتواصل افراد المجتمع . غير انه يلاحظ ان التواصل الذي يتحقق بفضل اللغة يتم بوسائط اخرى غير الكلام كالحركات والايمائات الجسدية وان كان الكلام هو الحدث اللغوي الاكثر امتيازا نظرا لرتباطه بالتاسيس الاجتماعي للغة ولذلك اعتبر مفهوم اللغة من اكثر المفاهم التي اهتمت بها الفلسفة كما انها اصبحت موضوعا علميا يدرس ضمن مجالات متخصصة كالسانيات وداخل هذا الحقل ظهرت مجموعة من التميزات بين كل من اللغة , الكلام , اللسان . فاذا كان الكلام فعل فردي يفترد في الارادة والحرية فان اللسان منتوج اجتماعي يتأسس على مجموعة من التعاقدات التي تتم خارج ارادة الافراد وبهذا فاللغة تتضمن مفارقة فرغم كون الكلام فرديا غير انه لايتم الى من خلال استعمال اللسان باعتبار ان الفرد لايعيش الا في ايطار اجتماعي ومن هنا يظهر لنا ان مفهوم اللغة يضمن امام مجموعة من التقابلات تجعل منه مفهوما اشكاليا فهي من جهة نشاط فردي يفترد فيه الحرية والارادة ( الكلام ) ومن جهة اخرى هي نسق يلتزم به الافراد بشكل موضوعي وقسري ( اجباري ) وهي تعبير عنه في شكل معاني ودلالات ونتاج له في الوقت ذاته من هنا يمكن طرح الاسئلة التالية:
-هل تقتصر اللغة على فصل الكلام ام انها نسق تشمل حركات واشارات ورموز وهل يمكن اعتبار اشكال التواصل الحيواني لغة ام انها خاصية انسانية ؟
-هل يمكن ان نتصور وجودا للفكر استقلالا عن اللغة ام ان وجوده نتاج لها للغة ومتزامن معها ؟
-هل تقتصر وظيفة اللغة على التواصل والتعبير عن افكارنا في وضوح تام ام انها يمكن ان تتحول الى اداة قمع وسيطرة ؟ ومن اين تستمد اللغة قوتها على الزام الافراد هل من ذاتها ام سلطة القوانين الاجتماعية ؟

المحور الاول : اللغة الانسانية واشكال التواصل الحيواني

: الوضعية المشكلة
باعتبار الانسان كائن اجتماعي بانه يتواصل مع بني جنسه عبر اللغة فهل يمكن اعتبارها مقتصرة على فعل الكلام ام انها نسق يشمل الحركات والاشارات والرموز ؟ وهل يمكن اعتبارها خاصية انسانية ام انها مشتركة بين الانسان والحيوان خاصة وان نلاحظ اشكال تواصلية عند بعض الحيوانات

: موقف بينفست

الاشكالية : هل يمكن اعتبار العلاقة بين الانسان واشياء الطبيعة مباشرة وتلقائية ام انها تفترض وسيط وهو جهاز الرمزي ؟
اطروحة النص : يتميز الوجود الانساني على باقي الكائنات بحضور جهاز رمزي الذي هو بمثابة وسيط بين الانسان واشياء العالم الخارجي بحيث لاتكون له علاقة مباشرة بها
عناصر الاطروحة : تتميز اللغة بكونها تحمل مظهرين : مظهر مادي تتمثل في الادوات ومظهر لامادي يحيل على المدلولات التي تنتظم عبر التمفصل في لسان مشترك وتعبر عن الفكرة والاشياء
-ان السمة التي تبعد الانسان عن المجال الطبيعي هو امتلاكه الجهاز الرمزي الذي يشكل الوسيط بينه وبين العالم كذالك بينه وبين الانسان بحيث يتيح له التعبير عن الاشياء دون عناء التنقل

: موقف ديكارت
الاشكالية : هل يمكن اعتبار اللغة هي مجموعة اصوات صادرة عن الجهاز الصوتي ام انها تتجاوز ذالك لتكون لها علاقة بالفكر ؟ وهل يمكن اعتبار الاصوات الصادرة عن الحيوانات لغة ام انها خاصية انسانية ؟
اطروحة النص : اللغة خاصية انسانية تستلزم حضور الفكر لذالك يتم استبعاد الاصوات الحيوانية التي هي مجرد تعبير عن الانفعلات الغريزية .
عناصر الاطروحة : يختص الانسان بكونه يستعمل اللغة حتى في الحلات التي يعاني فيها النقص ( الصم - الجنون ) في مقابل الحيوان الذي يعجز عن استعمال اللغة بالرغم من استعداده للنطق ببعض الاصوات ( الببغاء )
-يستبعد ديكارت اللغة عن الحيوان نظرا لما يصدر عنه من مجرد انفعالات غريزية يعبر عنها بشكل تلقائي بينما اللغة الانسانية تعتمد على الفكر وهذا ما يجعلها تختص به

: خلاصة تركيبية
ما يصدر عن الحيوان هي اصوات وتعابير لا تندرج ضمن اللغة وان كانت تحقق التواصل عند بعض انواع الحيوانات في المقابل نجد اللغة لها ارتباط بالفكر وهذا مايجعل منها خاصية انسانية في حدود العلاقة.
بين كل من اللغة والفكر ؟ هل هناك اتصال ام انفصال ؟

الأحد، 7 سبتمبر 2008

المحور الثاني : اللغة والفكر

المحور الثاني : اللغة والفكر

يستطيع الإنسان بواسطة اللغة أن يتمثل الواقع في الذهن دونما حاجة للتقيد به، ويستطيع استحضاره في صورته وشكله الماديين والتفكير فيه دونما حاجة لاسترجاعه... وهذا ما يحيل إلى طبيعة العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر:
هل هي علاقة تبعية وتلازم؟ أم علاقة انفصال وقطيعة؟

إن الوقائع والملاحظات التي تدفع للاستنتاج بأن الفكر سابق ومستقل عن اللغة متعددة. فهناك من جهة تعدد الأنظمة الدالة بتعدد الألسن بل وتعدد أنساق العلامات التي يستخدمها الفرد الواحد للتعبير عن نفس الفكرة من حركات وإيماءات ورموز متنوعة مما يدفع إلى القول باستقلال الفكرة عن العبارة لإمكانية انفصال الفكرة عن علامة ما وارتباطها بأخرى: هناك إذن نوع من تعالي الفكر على أداته اللغوية، ومن جهة أخر يتبدى الفكر سابقا على اللغة عندما يبحث الإنسان طويلا عن كلمات مناسبة للتعبير عن فكرة ما. لهذه الأسباب يفترض الحس المشترك أننا نفكر أولا ثم نعبر ثانيا أي ننتقل بعد التفكير إلى إلباس أفكارنا بكلمات ملائمة.« L’homme pense sa parole avant de parler sa pensé » . وفي مثل هذه الحالة لن تكون الكلمات والجمل سوى أداة بعدية تساعد على إظهار منتوج عملية التفكير التي تتم قبل وبدون اللغة. وإذا كانت الكلمات والجمل ضرورية لتبليغ نتاج عملية التفكير للآخرين فإنها بالمقابل غير ضرورية لحدوث عملية التفكير ذاتها. هنا تحصل مقابلة أو معارضة الوظيفة المعرفية للفكر بالوظيفة التواصلية للغة.
يمكن أن نجد سندا لهذا الموقف عند ديكارت لا سيما في ثنائية النفس/الجسم: فالفكر لامادي مرتبط بالنفس بل هو طبيعتها المميزة لها، أما اللغة فتنتمي للجسم بسبب طبيعتها المادية (الأصوات، الكتابة...) ومن غير الممكن تصور علاقة اتصال بين هاتين الطبيعتين المتمايزتين، إلا أن تكون اللغة مجرد أداة أو وسيلة للتعبير عن الفكر القائم بذاته. لهذا ينعت مثل هذا التصور بالتصور الأداتي للغة. فإلى أي حد يصمد هذا التصور أمام النقد وإلى أي حد يعبر فعلا عن حقيقة العلاقة بين اللغة والفكر؟
توقف ميرلوبونتي عند هذه العلاقة الإشكالية بين اللغة والفكر مستخدما المنهج الفينومينولوجي المعتمد على وصف المعطيات المباشرة للوعي قبل تدخل النشاط الإدراكي التنظيمي للعقل، ليبين المآزق النظرية للتصور الأداتي الذي يعتبر اللغة والفكر كيانين متمايزين في حين أنهما سيرورتان متزامنتان. لا ينبغي على مستوى التعبير وصف اللغة بكونها علامة أو لباسا للفكر لما يفيده ذلك من اعتباطية العلاقة وانفصالهما كما ينفصل الدخان عن النار رغم كونه علامة عليها، والأجدر وصف اللغة بجسد الفكر أو شعاره لأن كلا منهما محتوى في الآخر: فالمعنى يؤخذ من الكلام؛ أو كما تقول اللسانيات البنيوية مع كريستيفا مثلا، فالمعنى لا يوجد خارج شبكة التقابلات والاختلافات التي تجمع بين الكلمات المنتمية لنسق لساني ما. بل إن الكلام يملك قوة للدلالة خاصة به، بدليل أن المعاني الجديدة تظهر دائما بمناسبة اشتقاق ألفاظ أو تراكيب أو تعابير جديدة كما يفعل الأدباء. إن فاعلية الإنسان الذهنية والمعرفية تتعامل مع الكلمات أكثر مما تتعامل مع الأفكار وإلا لماذا يتذكر الإنسان كلمات وجملا على نحو أيسر مما يتذكر أفكارا بل إن استدعاء هذه يتطلب أولا استدعاء تلك؟ وبعبارة أخرى فالكلام هو الوجود الخارجي للمعنى وحضور الفكر داخل العالم المحسوس مثلما أن الفكر هو التمظهر الداخلي للكلام، وليس التفكير الصامت كما يعتقد البعض، إنه بالأحرى ضجيج خافت من الكلمات. وهذا ما أكدته الدراسات العلمية الحديثة في مجال فيزيولوجيا الدماغ. لقد وجد أن الباحات المسؤولة عن الكلام تنشط (أي تصدر إشارات كهروميغناطيسية) حتى عندما يفكر المرء في صمت. هكذا ينتهي ميرلوبونتي إلى التوحيد بين اللغة والفكر باعتبارهما وجهان لنفس السيرورة المعرفية، رافضا التصورات الفلسفية القائمة على ثنائيات اللغة/الفكر أو الخارج/الداخل.
يؤكد ميرلوبونتي وحدة اللغة والفكر متسائلا: لماذا تكون الذات المفكرة نفسها في حالة عدم معرفة بأفكارها مادامت لم تعبر عنها ولو لذاتها؟ وبالتالي فالفكرة التي تكتفي بأن توجد بذاتها خارج نسيج الكلمات ستسقط في اللاوعي بمجرد ماتظهر. ومن ثم فنزوع الفكر نحو التعبير ليس نزوعا بعديا، بل هو نزوع صميمي نحو الوجود والاكتمال.
ويرى دوسوسير بأن الفكر بمعزل عن الكلمات لا يعدو أن يكون سديما أو عماءا ضبابيا أي كتلة غير متميزة. لذلك يتعذر التمييز بين فكرتين أو معنيين كالاحترام والتقديس مثلا دون الاستعانة بالوحدات اللسانية المقابلة لهما. مما يسمح بالقول إن الفكر كتلة متصلة ممتدة لا يمكن أن نتبين منه شيئا ما لم يتجزأ وينقسم وفق الوحدات اللسانية أي الكلمات، فهناك إذن علاقة جدلية، الفكر واللغة فيها أشبه بوجهي ورقة النقد لا يمكن تمزيق وجه دون المساس بالآخر. ثم ماذا لو سألنا أنفسنا : مالفكر؟ إنه ما تنتجه فعالية التفكير؟ وماالتفكير؟ إنه من الوظائف العليا للدماغ وهو مفهوم يجمع سيرورات جزئية كثيرة: كالتذكر والتحليل والتركيب والمقارنة والترتيب والتجميع والتمييز والربط والفصل...إلخ. ومن البين أن هذه السيرورات والعمليات المجردة غير ممكنة بدون أدوات رمزية هي الوحدات اللسانية.
كل ماسلف يؤكد العلاقة الجدلية وعلاقة التزامن لا الأسبقية بين اللغة والفكر. وقد عبرت عن ذلك اللغة اليونانية بأن أطلقت لفظة اللوغوس Logos على اللغة والعقل معا. ولكن هل تجيز هذه الدلائل الإسراع بإعلان أن حدود الفكر هي حدود اللغة ؟ وأنه حيث تتوقف هذه يتوقف ذاك؟
ينبغي التروي، إذ توجد دلائل أخرى كثيرة على امتداد الفكر خارج دائرة اللغة وأبعد من حدودها: منها لجوء العلماء إلى اصطناع لغات رمزية للتعبير عن العلاقات أو الوقائع التي يكتشفونها، ومنها تجاربنا الوجدانية التي تبلغ أحيانا من الخصوصية والحدة درجة يستحيل معها كل تعبير لغوي ، فيما يمدنا المتصوفة بدليل آخر من تجاربهم الروحية: فما يعيشونه من أحوال وما تحصل لهم من مشاهدات وما يبلغونه من مراتب إيمانية يتجاوز بكثير كل الإمكانت التعبيرية للغة المتداولة من هنا لجوؤهم إلى الرمزيات أو إحجامهم عن التعبير. لقد رد هنري برغسون عجز اللغة هذا إلى منشئها نفسه: فهي أصلا أداة ابتكرها العقل المنطقي المنشغل بالتعامل مع المادة والاستفادة منها عن طريق تجزيئها وإخضاعها للقياس وتصنيفها ضمن مقولات عامة، طلبا للانتفاع والمردودية، ولا يمكن لمثل هذه الأداة أن تعبر عما هو وجداني خاص متصل غير قابل للتجزؤ وغير منطقي بالضرورة، عن تيار متدفق صفته أنه متصل كيفي أو "ديمومة". يقول برغسون: "كل منا يحب ويكره بطريقته الخاصة، وهذا الحب والكراهية يعكسان شخصيته بكاملها. إلا أن اللغة ترمز إلى هاتين الحالتين بنفس الكلمات لدى كل الناس، فلا تعبر من ثم سوى عن الجانب الموضوعي اللاشخصي في الحب والكراهية وآلاف العواطف الأخرى". إن الكلمات لا تأتي فقط غير متوافقة بل ومتأخرة أيضا، ففي ذروة الألم لا يملك الإنسان غير الصياح فقط، ولا يتكلم عن الألم ليصفه، أو ليصف ذكرياته ومخلفاته إلا بعد هدوئه أو زواله، لذا يقول ألفونس دوديه: "لنتساءل في البداية عن مدى قدرة الكلمات عن التعبير عن الألم الحقيقي، إنها تأتي دائما متأخرة بعد أن يكون كل شيء قد عاد إلى سابق أوانه. إن الكلمات لا تعبر سوى عن ذكريات فهي إذن كاذبة عاجزة".
اللغة ليست مجرد أداة للتعبير عن فكر جاهز ومكتمل. إن التفكير والتعبير سيرورتان متزامنتان ومظهران لنفس الوظيفة المعرفية المميزة للإنسان، دون أن يعني ذلك قدرة اللغة على استنفاذ غنى الفكر وإمكاناته المتعددة.

الجمعة، 20 يونيو 2008

المحور الثالث : الشغل بين الاستلاب والحرية

المحور الثالث : الشغل بين الاستلاب والحرية

السؤال الإشكالي:
هل يمثل الشغل عامل تحرر أم عامل استلاب، غاية أم وسيلة، رتابة أم إبداعية؟

- سارتر: يؤكد سارتر على أن الشغل هو الذي يمنح إمكانية الشروع في التحرر انطلاقا من وعي العامل المقهور باستعباده في عمله. تتجلى أهمية موقف سارتر في كونه يعتبر الشغل عنصرا أساسيا لتحرير العامل المستعبد من طرف نظام الشغل المستبد ، كما يعتبر إن حالة الرفض التي يمثلها العامل لوضعيته المتأزمة بمثابة وعي وحرية.

-كارل ماركس: يعتبر ماركس أن الشغل عامل استلاب وتحرر في الوقت ذاته ففي النظام الرأسمالي لا يعدو أن يكون الشغل سوى وسيلة لاستلاب الذات وقهرها وإذابتها وقتلها بحيث أصبح الشغل نشاط مستهلك في ظل شروط إنتاج يتم فيها شراء قوة العمل. وهدا الإحساس بالاستلاب يظهر من خلال نفور العامل من الشغل حيت يحس داخله بالشقاء والتذمر ، وانهيار نفسي وإرهاق يمنعه من تطوير طاقاته وتحقيق ذاته وتكون النتيجة الحتمية هي مايلي :فعوض إحساس الإنسان بكينونته داخل العمل أصبح يبحث عن ذاته في أوقات الفراغ في أعمال تعتبر مجرد وظائف حيوانية... إن الاستلاب في نظر الماركسية ليس سوى نتيجة حتمية للاستغلال الناتج بدوره عن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج.

خلاصة
إن الشغل ظاهرة استأثرت باهتمام الفلاسفة والسياسيين و السوسيولوجيين وعلماء الاقتصاد وغيرهم . ففي الوقت الذي يرتبط فيه الشغل عند البعض بالإنتاجية والتقنية والتصنيع والتقدم والتخلف...الخ يرتبط عند الآخرين بالالتزام وخلق الذات للذات وخلق الذات للآخر والرغبة والحرية والاستلاب ،ومهما تعددت الأطروحات فإننا لا نستطيع أن نتصور العالم اليوم دون ظاهرة الشغل أو حياة ليس فيها عمل إلا إذا كنا طوباويين أو مستغرقين في أحلام اليقظة. فالشغل وحده يستطيع أن يحقق للإنسان إنسانيته ويضمن له كرامته. إننا اليوم نوجد بالقدر الذي نعمل، بل أصبح وجودنا متوقف على الشغل ، من خلاله نستطيع أن نتفاعل مع ذواتنا ومع الآخرين وهو الكفيل بان يقيم التصالح بيننا وبين أنفسنا وبيننا وبين مجتمعنا

السبت، 14 يونيو 2008

المحور الثالث : اللغة والسلطة

المحور الثالث : اللغة والسلطة
..
اللغة ظاهرة معقدة، مما جعلها تطال ميادين مختلفة ومتعددة كميدان السلطة والفكر والإيديولوجية والمنطق ... إلخ، ومع تــــطور الـدراســـات اللغوية الحديثة تأكد أن للغة ذاتها سلطة على النفوس والعقول وأنها تتضمن رؤية للعالم، وأن تحليل لغة السلطة يتعين أن يمر أولا عبر سلطــة اللغة ذاتها، خاصة في مجتمعات مليئة بالكلمات والرموز والعلامات التي تداهم الفرد بواسطة وسائل الإعلام أو وسائل المعرفة المختلفة عبـر أجهزة الإيديولوجيا والسلطة ذاتها.

لقد أصبح من المؤكد من خلال تصورات العديد من الفلاسفة أن هناك علاقة وطيدة بين اللغة والسلطة، حيث لا يمكن تصور لغة بدون سلطــة أو سلطة بدون لغة، فإذا كانت اللغة فعل من أفعال السلطة حسب نيتشه على اعتبار أنها تبقى أداة في يد الأقوياء والمهيمنين للتصنيف بين القيم (الخير/الشر، النبيل/الحقير...)، فإنها مع ج.غسدورف تعمل على توجيه الإنسان ليندمج في التراتبية الاجتــماعية، بحــيـــث تـــفرض عليــه الاستعمال الصحيح للكلمات داخل النظام الذي ينتمي إليه، وفي نفس الوقت تساعده على الخروج من ذاته والارتباط بالمحيط العائلي والانفتاح على العالم، فبسبب اللغة يضطر إلى التخلي عن حياته الداخلية والخاصة لمصلحة الوجود الاجتماعي الخارجي.
إن اللغة كذلك سلطة تشريعية وإلزامية قانونها اللسان، بفعل التكرار والاجترار الذي يـطـال الكلـمـات التي يـتداولـهـا الأفـراد، إذ تـحـدد نــطقنا وألفاظنا وتركيبنا اللغوي، لتصبح أداة للضغط ومعبرة عن الخطاب الإيديولوجي السائد في المجتمع. هكذا تكون الـغـة فـي نـظـر رولان بـارط تحت تأثير الطقوس والعادات وتحت ضغط الطابوهات وسيلة تخفي بها الذات المتكلمة ما تود قوله، أي أن الذات تتكـم في حدود مـا يـسـمـح به المجتمع. كما أن اللغة تحمل في ذاتها صيغة إلزامية تعمل على تأكيد وإثبات ما يجب أن ينطق به الفرد في إطار علاقته بـين الأفـراد فـي حدود ما تسمح به هي، ومن هنا لا تظهر قدرة الفرد الإبداعية إلا من خلال قدرته على الالتزام بقوانين الـنسق اللـغــوي وبـهـذا يصـبح الإنسان عبدا للغة أكثر مما هو سيد لها.
وإذا كان دي سوسير يدرس موضوعة اللغة كموضوعة مستقلة، والفصل المطلق بين اللسانيات التي تقتصر على اللغة في باطنها وتلــك التي تهتم بما هو خارج عنها، فإن بيير بورديو سيتوجه نحو دراسة اللغة في إطار مجالات استعمالها المتعددة والشروط الاجتماعية لاستخــــــدام الكلمات.وحسب بورديو تبقى دراسة دي سوسير حبيسة البحث عن قوة الكلمات وسلطتها داخل الكلمات ذاتها، أي حيث لا وجود لتلك القــــوة ولا مكان لتلك السلطة. ليست سلطة الكلام إذن إلا السلطة الموكولة لمن فوض إليه أمر التكلم والنطق بلسان جهة معينة، أي أن اللغة تستمـــــد سلطتها من الخارج وترمز إلى سلطة وتمثلها وتظهرها، فأي خطاب مرتبط بسلطة تتحدد بحدود التفويض الذي تسنده المؤسسة للشخــــــص الذي ينتج ذلك الخطاب، فالأسلوب العلائقي اللغوي الذي تتميز به لغة القساوسة أو الأساتذة وجميع المؤسسات راجع بالأساس إلى المقام الذي يحتلونه في إطار سباق وتنافس هؤلاء الذين أسندت إليهم بعض السلطات. إن فحوى الخطاب وكيفية إلقائه في ذات الوقت يتوقفان على المــقام الاجتماعي للمتكلم، ذلك المقام الذي يتحكم في مدى نصيبه من استعمال لغة المؤسسة واستخدام الكلام الرسمي المشروع، ومن ثمة فإن مـــــن فوض إليه أن يكون ناطقا باللسان، لا يؤثر عن طريق الكلمات ذاتها، بل يؤثر بالرأسمال الرمزي الذي وفرته الجماعة التي فوضت إليــــــــه الكلام ووكلت إليه أمر النطق باسمها وأسندت إليه السلطة. فالخطاب ينبغي أن يصدر عن الشخص الذي سمح له بأن يلقيه، أي عن هذا الـــذي عرف واعترف له بأنه أهل لأن ينتج فئة معينة من الخطابات وأنه كفء جدير بذلك (كالقس والأستاذ والشاعر...)، كما ينبغي أن يلقى فــــي مقام مشروع أي أمام المتلقى الشرعي فلا يمكننا مثلا أن نلقي قصيدة سريالية أمام مجلس حكومي.اللغة السلطوية ليست إلا الحد الأدنى للسـان المشروع الذي لا يستمد سلطته من مجموع تغيرات النطق وكيفيات التلفظ التي تحدد النطق، ولا من تعقيد تراكيبه الصرفية وغناه اللفظي، أي من خصائص الخطاب ذاته، وإنما من الشروط الاجتماعية للإنتاج وإعادة إنتاج المعرفة بذلك اللسان المشروع والعمل على الاعتراف بــه داخل الطبقات الاجتماعي

الخميس، 12 يونيو 2008

المحور الاول: الرغبة والحاجة

تمهيد : الرغبة

يعيش الانسان ضمن بعدين بعد واعي يتمثل في عملية الادراك والوعي بذاته وبالعالم الخارجي ثم بعد واعي يتمثل في مجموع الرغبات الاشعورية المكبوتة والتي تمثل على سطح الوعي مما يعني ان الرغبة مكون اساسي من مكونات الانسان بحيث يكون له دائما ميل نحو موضوع ما يحقق له لذة ومتعة قد تصل الى حد السعادة غير ان هناك اختلاف بين الناس في تحديد طبيعة المواضيع التي يمكن ان تحقق لهم المتعة السعادة . ويمكن تصنيفها الى الرغبة في مواضيع تكتسي طابع الحيوي والضرورة كالرغبة في الاكل او النوم او التكاثر و الرغبة في النجاح او شغل منصف .. فاذا كان النوع الاول مرتبط بما هو غريزي وبحاجة الانسان الى ماهو اساسي لضمان بقائه فان النوع الثاني يتجاوز ماهو غريزي ويفترض وجود وعي وارادة لتحقيقها وبالتالي نيل السعادة.
وهذا ما يدفعنا الى طرح مجموعة من التسائلات .
- كيف تحدد الرغبة الانسانية وهل يمكن اعتبارها امتدادا للحاجة ام انها تشكل قطيعة معها ؟
- كيف ترتبط الرغبة بالارادة والوعي ؟ هل تندرج الرغبة ضمن المجال الواعي للانسان ام ضمن المجال الاواعي ؟
- هل يقتضي تحقيق السعادة اشباع الرغبات ام ان الانسان يمكن ان يكون سعيدا بدون ارضائها ؟


الرغبة : المحور الاول: الرغبة والحاجة

الوضعية المشكلة
قد نجد احيانا الانسان يطمح الى جمع ثروة لاكن حينما يتعرض لخطر يهدد حياته فانه لا يفكر بالنجاة بنفسه بقدر مايفكر في انقاذ المال الذي جمه مما يعني ان المال يتخذ بعدا اساسية يتجاوز مجرد الرغبة في جمعه وانما الحاجة اليه والتي يمكن ان يربطها بحياته . وهذا يدفعنا الى الطرح السؤال التالي هل يمكن الفصل بين الرغبة والحاجة ام ان كل رغبة تتبع طابع الضرورة وتتحول الى حاجة ؟

: موقف اسبينوزا
الاشكالية : هل بمكن اعتبار الرغبة الانسانية شهوة ام انها مستقلة عن الادفاعات الغريزية
اطروحة النص : ان الرغبة هي ماهية الانسان على اعتبار ان كل مايقوم به هذا الاخير هو بغاية الحفاظ على البقاء ومن ثم لايمكن الفصل بين الرغب والشهوة ( الاندفاعات الجنسية )
البنية الحجاجية : الرغبة : هي مجموعة الاندفاعات والشهوات والمجهودات الارادية الرامية الى تحقيق غريزة البقاء وهي تشكل ماهية الانسان التي يمكن الفصل فيما بين الوعي والشهوة
الرغبة الانسانية شهوة واعية بذاتها : وهذا ما يؤدي الى الاعتقاد بان الرغبة تتجاوز الشهوة في حين انهما شيئ واحد

: موقف افلاطون
الاشكالبة : ما طبيعة الرغبات هل هي غريزية ام مرتبطة بالعقل ؟
بمعنى اخر اين يمكن تصنيف الرغبة هل في المجال الحيواني ام ضمن المجال العاقل ؟
اطروحة النص : يميز افلاطون بين نوعين من الرغبات رغبات ذات طبيعة غريزية مرتبطة بالجانب الحيواني في الانسان ورغبات صادرة عن العقل والتي سماها بالرغبات الفاضلة .
عناصر الاطروحة : من بين الرغبات التي نجدها لدى الانسان شهوات ذات طبيعة حيوانية ومن ثم فهي فطرية لدى الناس كافة الى انه يختلفون من حيث درجة التحكم فيها وتتحقق في مجالات يغيب فيها الجانب العاقل كحالة النوم والاحلام .
يوجد نوع من الرغبات مصدرها العقل وتتواقف مع القوانين وهي رغبات الفاضلة.
يفصل افلاطون بين الجانب الغريزي للانسان والجانب العاقل بحيث تشكل الرغبات الغريزية قطيعة عامة مع العقل .

: موقف هيجل

يعرف هيجل الانسان ككائن رغبة وهو يميز بين مستويين لرغبة في المستوى الاول يقوم الانسان بافعال تروم استمراريته في الحياة من هنا بحثه عن الغذاء واستهلاك عن طريق تحويل الطبيعة ومن ثم فهو يؤكد على وجوده ويحافظ عليه الى انه لاينفصل من خلال هذا الفصل وحده عن المرحلة الحيوانية لانه لايحقق سوى شكل بسيط من الوعي وهو الشعور كوجوده كجسد ولايرقى الى مرحلة الاحساس بالذت ومن اجل تحقيق ذالك يجب ان تتحول رغبة الانسان من مواضيع مادية ( الغذاء ) الى مواضيع غير مادية وهذا هو المستوى الثاني للرغبة الذي بمقتضى ان تنصب رغبة على رغبة ذات اخرى تتعرف له بوجوده كذات . ومن هنا بين الواقع الانساني وبضرورة واقع الاجتماعي لان رغبة الذات وتحقيق الاعتراف والتقدير من طرف الاخر يجعلها تدخل علاقات مع اشخاص اخرين ولنيل هذا الاعتراف يكون الانسان للستعداد للقيام باي شيئ فهو يذهب الى حد نفي ذاته والمخاطرة بحياته من اجل تحقيق قيمة تفوق قيمة الحياة بالنسبة اليه وهي الحرية لكن اعتراف به من طرف ذات اخرى لايعطى شكل سلمي بل انه يستدعي الخوض في صراع من الاخر تنم فيه المخاطرة بالحياة من اجل الحرية وهي مواجهة يحرص فيها الاثنان على ان يظل الاخر حيا لان موته يعني غياب الاعتراف من طرف الميت لصالح الطرف الذي اظهر انه غير متشبث بالحياة في مقابل الطرف الذي فضل الحياة على الحرية ونتيجة لهذا الصراع تنبثق اول علاقة اجتماعية قائمة على التراتبية والهيمنة وهي علاقة " السيد بالعبد " يكون فيها السيد حائزا على لعتراف كوجوده كذات مجردة بينما يظل مستوى الوعي الذي يحققه عبد بسيط تابع لوجود السيد
من هنا يتبين ان هيجل يعتبر الرغبة الانسانية تجاوزا لمجرد الحاجة البيولوجية نظرا لان الانسان ذات مجردة تتميز بنفي المعطى الطبيعي فيه

: خلاصة تركيبة

بما ان الانسان كائن بيوثقافي فانه يحول في الغالب حاجات الغريزة الى رغبات مكتسبة ثقافيا وهذه الرغبات بدورها تتحول الى حاجات ذات ضرورة اجتماعية وتبعا لذالك فانه يمكن الفصل بين الرغبة والحاجة .

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

المحور الثاني : الرغبة والارادة


المحور الثاني : الرغبة والارادة

: وضعية المشكلة
ان صعوبة الفصل بين كل من الرغبة والحاجة من حيث ان كليها يوحي لك طابع الضرورة مما يدفعنا الى طرح السؤال ما علاقة الرغبة بالارادة الانسانية هل يمكن اعتبار الرغبة ارادية و واعية ام انها تندرج ضمن مجال اللاواعي ؟
: موقف افلاطون
الاشكالية : بماذا ترتبط الرغبة هل ترتبط بالجانب العاقل في النفس ام الجانب العاقل فيها ؟ وما علاقتها بالغضب ؟
اطروحة النص : يميز افلاطون في النفس البشرية في ثلاث قوى : قوة شهوانية تهدف الى اشباع الرغبات . قوة عاقلة تتحكم في الانفعالات وقوة غضبية تتصارع احيانا مع الرغبات
عناصر الاطروحة : من خلال مثال امتناع بعض العطشى من الشرب يثبت افلاطون ان هناك اكثر من قوة مبدا يتحكم في الافعال الانسانية .يرتبط مبدا الاول بالجانب الغريزي الانفعالي ( الشهوة ) بينما يندرج المبدا الثاني ضمن مجال العقل . وهما مبداين منفصلين عن بعضهما بكل حيث مبدا ينغلق على ذاته .يوجد في النفس البشرية مبدا ثالث نسميه بالقوة الغضبية وهي قوة ناتجة عن صراع بين الجانب العقل والجانب الشهوة او الرغبة .

: خلاصة تركيبة
الرغبة تندرج ضمن المجال لا عاقل للانسان بحيث تصدر عن الشهوة والانفعالات الغريزية التي يتعين على العقل قمعها على اعتبار ان الانسان فيه قوى مختلفة ومنفصلة عن بعضها البعض

موقف اسبينوزا : ان الانسان هو كائن رغبة فنظام الافكار غير متعالي عن نظام الرغبات والاهواء الجسدية فهو ليس كائن معرفة بقدر ما هو كائن رغبة لذالك يقر اسبينوزا على ان ما يشكل ماهية الانسان هي الرغبة . ويعرف هذه الاخيرة على انها ذالك المجهود الذي يقوم به الانسان من اجل ان يستمر في بقائه بمعنى ان الانسان لا يفكر ولايجهد نفسه في التخيل والمعرفة الى لكي يلبي رغبته فليست الرغبة منحصرة في مجال الحس بحيث يتعتى فهمها من طرف العقل بل ان العقل ذاته في نهاية الامر ليس سوى نوازع جسدية اذ ان النفس ليست جوهرا ثابتا مستقلا عن الجسد بل هي تعبير عنه ويرجع الفصل بين النفس والجسد الى جهل بامكانات الجسد فكيف نفسر حالة النائم الماشي كون جسده ياتي افعالا وحركة حتى في حالة غفلة العقل وغيابه كما انه يسحيل تفكير في حالة غفلة العقل وغيابه كما انه يستعمل تفكير في حالة انهاك الجسد ويستدل اسبينوزا كذالك على غياب الارادة في الافكار الانسانية من خلال ظاهرة الندم التي تثبت ان افعال البشر ليست ناتجة بضرورة عن تبصر عقلي وادارة حرة بل مصدرها نوازع وميولات جسدية جارفة فالعقل الانساني ليس ناتجا عن ارادة بقدر ماهو نابع لهوى وبيع الجسديترتب عن ذالك ان النفس والجسد لهما وجود واحد فلا وجود لجوهر مفكر مستقلا ومتميز عن الجسد وتبعا لذلك فان الرغبات لا تكون في الغالب ارادية وما يجعل الانسان يتوهم انه يتحكم فيها هو كونه يعي بها غير انه يجعل قدرتها على التحكم فيها .

موقف فرويد : لتحليل الجاهز النفسي للانسان نجد ان اغلب الرغبات الغريزية تنسحب بفعل مبدا الواقع الى منطقة الاشعور وتطفوا على سطح الوعي متى تسنح لها الفرصة غير انها تتمظهر في اشكال رمزية غير مباشرة ليمتد اليها الوعي الانساني اذ تظل مرتبطة بالجانب الاواعي والمجال لذي تعبد هذه الرغبات عن نفسها بشكل كبير هي الاحلام اذ يعتبرها فرويد الطريق الملكي للاشعور وهذه الرغبات المحققة للاحلام لا تكشف عن نفسها بشكل مباشر وانما تكون غالبا رغبات مقنعة مما يعني صعوبة الوعي بها ويتطلب الامر تدخل وسيط وهو المحلل النفسي فغالبا ما تنطوي الاحلام على معاني خفية ومشوهة ويرجع ذالك الى ان الرقابة لا تغيب بشكل مطلق اثانء النوم بل هي فقط تتراخى وتخف ولذالك تلجا الانا الى التخفيف من معاني الحلم المحظورة بواسطة صور مشوهة ( فكل حلم انما هو تحقيق مقنع لرغبة مكبوتة )

: خلاصة تركيبية
يتبن اذن ان رغبات الانسانية ليست كلها ارادية كما انها لا تكون دائما لا ارادية هلى اعتبار ان الانسان كائن واعي ولاواعي في الوقت ذاته .

المحور الثالث : الرغبة والسعادة

المحور الثالث : الرغبة والسعادة

: الوضعية المشكلة
ان كل فصل انساني يكون موجها بغاية تحصيل السعادة فكيف يتحقق به ذالك هل من خلال اشباع رغباته ام انه يمكن ان يكون سعيدا بدون اشباعها ؟

: ابيقور
غاية الحياة السعيدة هي اللذة فهي الخير الاسمى وهي اصل كل فعل اخلاقي يتجه نحو تحصيل اللذة وتجنب الالم وليس اتباع الخير لاجل الخير او فضيلة لاجل الفضيلة سوى وهم اذ أن الانسان حسب ابيقور هو جسد ونفس وان سعادته تكمن في تحقيق الخير الملائم لطبيعة كليهما .
والخير الملائم لطبيعة الجسد هو اللذة اما الخير الملائم لطبيعة النفس فهي الطمئنينة فكيف السبيل الى تحقيق اكبر قدر ممكن من اللذة وكيف السبيل الى تحقيق الطمئنينة ؟
بالنسبة لتحقيق اللذة فهو يتم بالاعتدال اذ لايدعوا ابيقول الى التمتع باللذة في كل الحالات ودون اية شروط فالافراط في طلبها لايمكن ان يؤدي الا التعاسة والهلاك فهو يقدم معنا جديدا للذة اذ اللذة لا تمكن في اشباع الرغبة وانما في غيابها وهي عندئذ غياب الالم الذي يصحبها . ولتوضيح هذه الفكرة يقسم اللذات الى انواع ثلاث : - هناك من اللذات ماهو ضروري وخير معا وهي ناتجة عن اشباع الحاجات الاولية لكائن حي وهي بدورها تنقسم الى : لذات مركبة مثال ذالك العطشان الذي يجد الماء فيشربه يشعر بالذة اثناء شربه وبعد ان ينتهي من الارتواء يشعر بلذة سكونية وهي الخلو من الحاجة هذا النوع من اللذات هي التي يطلق عليها اسم اللذات بالمعنى الحقيقي وكل ما عداها فقيمته اقل بكثير لانها ليست ضرورية .
- هناك من اللذات ما ليس ضروريا وان كان خيرا كذالك فالتانق في الملبس وفي الماكل كل هذا ليس بلذة ضرورية وان كانت خيرا لانه يحدث لذة ولكنها اقل درجة من النوع الاول .
- هناك من اللذات ما ليس ضروريا ولا خيرا في ذاته لانه يحدث دائما شعورا بالنفس والحاجة اي يحدث من ناحية الجسم ألما ومن ناحية النفس خلوا من الطمئنينة ومثال ذالك الطمع والطموح ليس بضروريين لاننا لا نشعر بحاجة طبيعية اصلية نحو اشباع هاتين الحاجتين وانما هو الوهم الذي يخيل الينا انه من الممكن تجاوز الحدود لتحصيل لذة اكبر كما ان الآلام التي تلازم هذا النوع اكبر بكثير مما سيتم من اشباع وقتي قطعا .

: موقف الفرابي
الاشكالية : كيف يمكن تحصيل السعادة هل من خلال كذات حسية ام من خلال الذات عقلية ؟
ان سبيل السعادة الحقيقية لا يكون باشباع اللذات الحسية التي هي بمثابة عائق امام الوصول الى سعادة تتحقق من خلال والارتباط لما هو عقلي واخلاقي .
عناصر الاطروحة : يصنف الفرابي اللذات الى صنفين : صنف مرتبط بلذات حسية وصنف اخر يتعلق بما هو عقلي واخلاقي والصنف الاول ينقسم بدوره الى لذات خاصة باستمرار الحياة الانية من حيث هو جسد ( التغذي ) واستمراره كجماعة ( التناسل )
ان تحصيل الذات الحسية لا يمكن الا ان يكون عائقا امام السعادة الحقيقية التي تنال من خلال التحكم في اللذات الحسية من اجل الاتجاه الى ما هو اخلاقي .

: موقف كانط
الاشكالية : هل يمكن تحديد مفهوم دقيق للسعادة ؟
على اعتبار ان السعادة تتشكل كلا مطلقا الامتناهي فانه لايمكن تحديدها بشكل دقيق انطلاقا من المعطيات تجريبية متناهية
عناصر الاطروحة : ان السعادة هي مطمع انساني بحيث تشكل غاية كل فعل على انه يختلف الناس في تحديد سبيل تحصيلها
-يعجز الانسان ان يكون تصور واضح عن السعادة ويرجع ذالك الى كونها الامتناهية بينما يعتمد على معطيات تجريبية محدودة لديها

: خلاصة
ان الانسان ذات واعية حرة الى جانب كونه جسد له حاجات ومتطلبات تتطلب الاشباع لذا فان السعادة يتم تحصيلها من خلال مراعات كل الابعاد لوجود الانسان ( الجسدية - النفسية - العقلية ... )
غير انها لاتتحقق سعادة الانسان بشكل مطلق على اعتبار انها لا تحدد من خلال معطيات متناهية بل هي عبارة عن كل مطلق لذالك تمثل مسمى كل فعل انساني .

الأربعاء، 30 أبريل 2008

المحور الاول : الادراك الحسي والشعور

تمهيد:ما الانسان

ان السؤال "ما الانسان" من بين الاسئلة الكبرى التي اهتمت بها الفلسفة منذ بدايتها الاولى بحيث اعتبرت الوجود الانساني يتميز عن باقي الموجودات غير ان الفلسفات التي تمت بتعريف الانسان اختلفت في تحديد الخط الفاصل بين العالم الانساني والعالم الطبيعي فهناك ما حدد العقل كصفة جوهرية وهناك من اعتبر ان الخاصية الاساسية للانسان من كونه يستعمل رموز لغوية وحدده الاخر بصناعة الادوات ... وهذه التحديدات لا تقدم جوابا نهائيا بقدر ما تعمق السؤال "ما الانسان" اذ يدل هذا الاختلاف على استمرار البحث فيما يشكل خاصية جوهرية للانسان :
- هل كونه يعي ما حوله او كونه يعيش في اطار جماعات و يتواصل عبر اللغة ؟ ام لانه يحول المجال الطبيعي الى اشياء مصنوعة

1- الوعي واللاواعي :المحور الاول : الادراك الحسي والشعور
-حين يصنع الانسان الادوات محولا بذلك الطبيعة وحين يحول الموجودات المحيطة به فان ذلك يدل على انه يتفاعل مع العالم الذي يعيش فيه على عكس باقي الكائنات التي تصدر عنها استجابات انفعالية غريزية لذا فانه يمكن القول ان على ما يصدر عن الانسان من حركات و افعال تتم بالنسبة اليه في وضوح تام بحيث يدرك هذه الافعال ويعيها .
- فكيف ينشئ الوعي هل انطلاقا من الادراك الحسي للعالم الخارجي ام انه تجربة ذاتية تتم في استقلال عن المثيرات الخارجية وتشترط حضور الفكر ؟

موقف ديكارت :
-يشك ديكارت في كل شيئ الى في قدرته على التفكير فيما انه يشك ويفكر فهو يدرك انه موجود وهذا ادراك لا علاقة له بالحواس فهو يعتبر هذه الاخيرة خادعة وبالتالي فهو لا يستطيع تاكيد ما حوله لانه يستخدم فيها وسيلة خادعة اذن فكل ما هو خارج عن الذات قابل للشك وتبعا لذلك فالوعي هو تجربة ذاتية مستقلة عن المثيرات الخارجية .

موقف دهيوم :
اشكاليته : ما علاقة الوعي بالاحساس ؟ هل هي علاقة ترابط ام انفصال ؟
-يعتبر ان علاقة الوعي بالاحساس هي علاقة ضرورية بحيث ان الاول يستلزم حضور الثاني في حالة ..فان الانا تفقد وجودها وقد وظف امثلة تؤكد وتدعم اطروحته
-الاطروحة النقيض : ( النوم - الموت- الحرارة- البرودة ..)
-مقارنة بين الحالة التي يحضر فيها الاحساس والحالة التي يغيب فيبها الاحساس-توظيف جمل شرطية ( فعندما تتعطل لن يكون حينئذ اي ...)

موقف هيجل :
اشكاليته : كيف يتحدد الوجـود الانساني ,هل كوجـود مباشر -مثل وجود الكائنات الاخرى- ام وجود واع ام هما مـعا ؟
- يتحدد الوجود الانساني كوجود مزدوج يحـيل على ما هو غريزي ومشترك بينه وبين الكائنات الاخرى اضافة الى الجانب الواعي الذي يميزه عن باقي الكائنات .

الاثنين، 28 أبريل 2008

المحور الثاني : الوعي واللاواعي

المحور الثاني : الوعي واللاواعي
...
-الوضعية المشكلة : ان ملاحظة سلوكات الناس تقضي الى ان هناك جانبين يتقاسمانها جانب واع يكون افعال الانسان الارادية والجانب الاواعي تصدر عنه افعال لا ارادية مما يجعلنا نطرح السؤال التالي
-هل الوعي خاصية ثانية في الانسان ام انها من الممكن ان تغيب ليحل محلها اللاواعي ؟ وما العلاقة القائمة بين الوعي
واللاواعي هل هي علاقة انقض ام مداخل ؟

: موقف فرويد
انطلاقا من تحليل البنية النفسية للفرد يتوصل فرويد الى ان الجهاز النفسي للانسان يتكون من ثلاث ميكانيزمات متفاعلة فيها ودرجة نفاعلها هو الذي يحدد طبيعة السلوك الانساني ويمكن تحديد هذه الميكانيزمات في ثلاث
الهو :
وهي الدوافع النظرية التي يزود بها الانسان منذ ولادته والتي تتطلب التحقق السريع والمباشر بغض النظر عما يقبله الواقع او لا يقبله ولعل اهم هذه الدوافع هو الدافع الجنسي او ما يسمى "اليبدون" وهو عبارة عن طاقة جنسية يزود بها الانسان منذ طفولته المبكرة ويحكم هذا الهو مبدا تحقيق اللذة وتجنب الالم .
الانا : ويقصد بها الجانب الواعي للفرد الذي يتشكل عبر الاحتكاك مع معطيات العالم الخارجي ووظيفته تكمن في ملائمة رغبات الهو مع متطلبات الواقع اي السماح للهو بالاشباع فقط اذا كان لا يتعارض مع مبدا الواقع .
الانا الاعلى :
وتتمثل في مجموع القيم والحضارة والاخلاقية المستمد من السياق الاجتماعي للفرد وتتخلى مهمتها في مراقبة الهو وقمع وكبت رغباته انسجاما مع نسق القيم الاخلاقية والعادات الاجتماعية التي يمثلها.
- ويعتبر فرويد الانا اهم عنصر نظرا لانه يخلق التوازن ويخفف من حدة التوتر التي تنجم عن الصراع بين كل من الهو والانا والاعلى على ان الرغبات الصادرة عن الهو لاتختبئ بشكل نهائي بل انما تختبئ في منطقة نفسي اطلق عليها فرويد اسم لاشعور وهو بمثابة خزان للمكيونات التي تتحيل الفرصة لتطفوا على السطح من جديد بشكل رمزي ( كالاحلام - فلذات اللسان - نكت- الهذيان - الفن ... ) تبعا لذالك يعتبر فرويد ان اغلب السلوكات التي تصدر عن الفرد لا يمكن استرجاعها الى الوعي اذ نظل عاجزين عن تفسير سبب وجود فلذات اللسان او الاحلام او زلات القلم التي يمكن اعتبارها كلها افعال لا ارادية تخرج من دائرة الوعي ومنه فان الاشعور هو الموجه الخفي والرايسي لسلوكات الفرد بل هو الموجه كذالك للافعال الواعية كالفن ...


: موقف آلان
يعترض آلان على فرضية الاشعور التي قام بها فرويد ويعتبر ان كل فعل انساني هو فعل واعي وارادي لان ما يترتب عن افتراد وجود الحياة الاشعورية تتحكم في حياة الانسان . معناه سلب اهم ما تتميز به الذات من وعي وارادة وحرية وان تصدر عن الانسان افعال تفتقر الى الارادة وتنبع من الاشعور اي مجموع رغبات مكبوت تتحكم في سلوكات الانسانية فهذا يأدي الى الاعلاء من شان الجسد والغريزة على حساب الحرية كما يؤدي من جهة اخرى الى تبرير الفعل الا اخلاقي ما دامت ان افعال الانسان غير متحكم فيها وتبعا لذالك يؤكد آلان ان كل ما يصدر عن الانسان من افعال انما هي افعال واعية ومسؤولة عن الفكر الانساني وهو فكر ارادي

: خلاصة تركيبية
على اعتبار ان الانسان كائن يتحدد في المقام الاول كعضوية ( الجسد ) تتحكم فيها رغبات ذات طابع غريزي الى جانب كونه فكر و وعي و ارادة فانه يمكن اعتبار الافعال الانسانية واعية واللاوعية في نفس الان. اي ان الانسان يتداخل فيه كلا الجانبين ( الوعي واللاوعي ) .

السبت، 26 أبريل 2008

المحور الثالث : الايديولوجيا والوهم

المحور الثالث : الايديولوجيا والوهم

: الوضعية المشكلة
بما ان الانسان واع ومفكر الى جانب كونه كائن غريزي تتحكم فيه رغبات . فهل ينتج دائما معرفة حقيقية خالصة ام ان معرفته متداخلة على الوهم الاديولوجي ؟ وهل يمكن التخلص من الاوهام ام انها ملازمة للفكر الانساني ؟

: موقف ماركس
-الاشكالية : حين يمكن تاسيس معرفة حقيقية ومستقلة عن الاديولوجيا . هل انطلاقا من الفكر ام الواقع ؟
- يقتضي معرفة حقيقية حول الواقع الانطلاق من الواقع ذاته الذي يحدد بدوره الفكر ويكون مصدرها الفكري في استقلال عن الواقع تعطي صورة معكوسة عنه وهذا ما يسمى بالاديولوجيا .
-عناصر الاطروحة : ان الوعي والفكر الانساني هو انعكاس للحياة المادية الواقعية بحيث ان كل انتاج للافكار يكون مشروطا بالنشاط المادي والمبادلات المادية بين الناس - تنتج الاديولوجيا من خلال عملية قلب الواقع واعطاء صورة معكوسة عنه ( كما يحدث في العلبة السوداء ) لا يرتبط باي تاريخ ومن ثم فان الوعي الحقيقي بحيث ينطلق من الواقع المادي وليس الفكر .

موقف نيتشه :
يعتبر نيتشه ان كل ما انتجه الانسان من معارف وحقائق عبارة عن اوهام نسينا انها كذالك لانها لا تنتج بفعل سوء استخدام العقل بل انها ناتجة عن رغبة لا شعورية في حفظ البقاء فكثيرا ما تقدم الاوهام نفسها على انها حقائق وهي تصدر عن شيئين :
- العقل : لايتم استخدام العقل لاكتشاف الحقيقة بقدر ما يوظف للاخفاء والتظليل خاصة حين يكون في الكشف عن الحقيقة خطرا يهدد حياة الانسان . لذا يلجئ العقل الى الكذب والوهم ويغلفها بقالب منطقي صارم يخفي وظيفة الاساسية على مستوى الصراع الاجتماعي الذي يقتضي ان تقوم فئة الضعفاء بانتاج سلسلة من الافكار والمعارف التي تشوه الاوهام وذالك بغاية الاحتماء من بطش الاقوياء .
- اللغة : ان الوعي بالعالم الخارجي وبالذات يتم التعبير عنه عبر الخطاب . والخطاب لا يكون مطابقا للواقع نظرا لان اللغة هي عبارة عن تشبيهات واستعارات وضعها الفكر ولا تكون وسيلة للكشف بل هي فقط وسيلة يستعملها الضعفاء من الناس للتعبير عن القيم والعقائد الوهمية التي يحتمون بها من اعتداء الاقوياء وذالك في لغة شعرية خطابية جذابة ويشير نيتشه الى ان التخلص من الوهم امر بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيلا على العكس الخطا الذي يمكن تصحيحه لانه ينتج عن سوء استخدام العقل بينما الوهم فهو موضوع رغبة وهذا هو السبب الذي يجعل الانسان يتشبث به ويعتبر حقيقة ومن جهة اخرى لا يمكن التخلص من الاوهام لانها بحسب نيتشه عبارة عن اوهام نافعة ينظر الى انها اثبتت فعاليتها في مملوكة الصراع من اجل البقاء .

: خلاصة تركيبة
لاينتج الانسان معرفة موضوعية حول الواقع بل غالبا ما تستبغ معرفته بالذات ورغباتها على اعتبار ان الانسان يتداخل في جانبي . جانب واعي وهو الفكر ثم واجب الاواعي الرغبة