الأربعاء، 30 أبريل 2008

المحور الاول : الادراك الحسي والشعور

تمهيد:ما الانسان

ان السؤال "ما الانسان" من بين الاسئلة الكبرى التي اهتمت بها الفلسفة منذ بدايتها الاولى بحيث اعتبرت الوجود الانساني يتميز عن باقي الموجودات غير ان الفلسفات التي تمت بتعريف الانسان اختلفت في تحديد الخط الفاصل بين العالم الانساني والعالم الطبيعي فهناك ما حدد العقل كصفة جوهرية وهناك من اعتبر ان الخاصية الاساسية للانسان من كونه يستعمل رموز لغوية وحدده الاخر بصناعة الادوات ... وهذه التحديدات لا تقدم جوابا نهائيا بقدر ما تعمق السؤال "ما الانسان" اذ يدل هذا الاختلاف على استمرار البحث فيما يشكل خاصية جوهرية للانسان :
- هل كونه يعي ما حوله او كونه يعيش في اطار جماعات و يتواصل عبر اللغة ؟ ام لانه يحول المجال الطبيعي الى اشياء مصنوعة

1- الوعي واللاواعي :المحور الاول : الادراك الحسي والشعور
-حين يصنع الانسان الادوات محولا بذلك الطبيعة وحين يحول الموجودات المحيطة به فان ذلك يدل على انه يتفاعل مع العالم الذي يعيش فيه على عكس باقي الكائنات التي تصدر عنها استجابات انفعالية غريزية لذا فانه يمكن القول ان على ما يصدر عن الانسان من حركات و افعال تتم بالنسبة اليه في وضوح تام بحيث يدرك هذه الافعال ويعيها .
- فكيف ينشئ الوعي هل انطلاقا من الادراك الحسي للعالم الخارجي ام انه تجربة ذاتية تتم في استقلال عن المثيرات الخارجية وتشترط حضور الفكر ؟

موقف ديكارت :
-يشك ديكارت في كل شيئ الى في قدرته على التفكير فيما انه يشك ويفكر فهو يدرك انه موجود وهذا ادراك لا علاقة له بالحواس فهو يعتبر هذه الاخيرة خادعة وبالتالي فهو لا يستطيع تاكيد ما حوله لانه يستخدم فيها وسيلة خادعة اذن فكل ما هو خارج عن الذات قابل للشك وتبعا لذلك فالوعي هو تجربة ذاتية مستقلة عن المثيرات الخارجية .

موقف دهيوم :
اشكاليته : ما علاقة الوعي بالاحساس ؟ هل هي علاقة ترابط ام انفصال ؟
-يعتبر ان علاقة الوعي بالاحساس هي علاقة ضرورية بحيث ان الاول يستلزم حضور الثاني في حالة ..فان الانا تفقد وجودها وقد وظف امثلة تؤكد وتدعم اطروحته
-الاطروحة النقيض : ( النوم - الموت- الحرارة- البرودة ..)
-مقارنة بين الحالة التي يحضر فيها الاحساس والحالة التي يغيب فيبها الاحساس-توظيف جمل شرطية ( فعندما تتعطل لن يكون حينئذ اي ...)

موقف هيجل :
اشكاليته : كيف يتحدد الوجـود الانساني ,هل كوجـود مباشر -مثل وجود الكائنات الاخرى- ام وجود واع ام هما مـعا ؟
- يتحدد الوجود الانساني كوجود مزدوج يحـيل على ما هو غريزي ومشترك بينه وبين الكائنات الاخرى اضافة الى الجانب الواعي الذي يميزه عن باقي الكائنات .

الاثنين، 28 أبريل 2008

المحور الثاني : الوعي واللاواعي

المحور الثاني : الوعي واللاواعي
...
-الوضعية المشكلة : ان ملاحظة سلوكات الناس تقضي الى ان هناك جانبين يتقاسمانها جانب واع يكون افعال الانسان الارادية والجانب الاواعي تصدر عنه افعال لا ارادية مما يجعلنا نطرح السؤال التالي
-هل الوعي خاصية ثانية في الانسان ام انها من الممكن ان تغيب ليحل محلها اللاواعي ؟ وما العلاقة القائمة بين الوعي
واللاواعي هل هي علاقة انقض ام مداخل ؟

: موقف فرويد
انطلاقا من تحليل البنية النفسية للفرد يتوصل فرويد الى ان الجهاز النفسي للانسان يتكون من ثلاث ميكانيزمات متفاعلة فيها ودرجة نفاعلها هو الذي يحدد طبيعة السلوك الانساني ويمكن تحديد هذه الميكانيزمات في ثلاث
الهو :
وهي الدوافع النظرية التي يزود بها الانسان منذ ولادته والتي تتطلب التحقق السريع والمباشر بغض النظر عما يقبله الواقع او لا يقبله ولعل اهم هذه الدوافع هو الدافع الجنسي او ما يسمى "اليبدون" وهو عبارة عن طاقة جنسية يزود بها الانسان منذ طفولته المبكرة ويحكم هذا الهو مبدا تحقيق اللذة وتجنب الالم .
الانا : ويقصد بها الجانب الواعي للفرد الذي يتشكل عبر الاحتكاك مع معطيات العالم الخارجي ووظيفته تكمن في ملائمة رغبات الهو مع متطلبات الواقع اي السماح للهو بالاشباع فقط اذا كان لا يتعارض مع مبدا الواقع .
الانا الاعلى :
وتتمثل في مجموع القيم والحضارة والاخلاقية المستمد من السياق الاجتماعي للفرد وتتخلى مهمتها في مراقبة الهو وقمع وكبت رغباته انسجاما مع نسق القيم الاخلاقية والعادات الاجتماعية التي يمثلها.
- ويعتبر فرويد الانا اهم عنصر نظرا لانه يخلق التوازن ويخفف من حدة التوتر التي تنجم عن الصراع بين كل من الهو والانا والاعلى على ان الرغبات الصادرة عن الهو لاتختبئ بشكل نهائي بل انما تختبئ في منطقة نفسي اطلق عليها فرويد اسم لاشعور وهو بمثابة خزان للمكيونات التي تتحيل الفرصة لتطفوا على السطح من جديد بشكل رمزي ( كالاحلام - فلذات اللسان - نكت- الهذيان - الفن ... ) تبعا لذالك يعتبر فرويد ان اغلب السلوكات التي تصدر عن الفرد لا يمكن استرجاعها الى الوعي اذ نظل عاجزين عن تفسير سبب وجود فلذات اللسان او الاحلام او زلات القلم التي يمكن اعتبارها كلها افعال لا ارادية تخرج من دائرة الوعي ومنه فان الاشعور هو الموجه الخفي والرايسي لسلوكات الفرد بل هو الموجه كذالك للافعال الواعية كالفن ...


: موقف آلان
يعترض آلان على فرضية الاشعور التي قام بها فرويد ويعتبر ان كل فعل انساني هو فعل واعي وارادي لان ما يترتب عن افتراد وجود الحياة الاشعورية تتحكم في حياة الانسان . معناه سلب اهم ما تتميز به الذات من وعي وارادة وحرية وان تصدر عن الانسان افعال تفتقر الى الارادة وتنبع من الاشعور اي مجموع رغبات مكبوت تتحكم في سلوكات الانسانية فهذا يأدي الى الاعلاء من شان الجسد والغريزة على حساب الحرية كما يؤدي من جهة اخرى الى تبرير الفعل الا اخلاقي ما دامت ان افعال الانسان غير متحكم فيها وتبعا لذالك يؤكد آلان ان كل ما يصدر عن الانسان من افعال انما هي افعال واعية ومسؤولة عن الفكر الانساني وهو فكر ارادي

: خلاصة تركيبية
على اعتبار ان الانسان كائن يتحدد في المقام الاول كعضوية ( الجسد ) تتحكم فيها رغبات ذات طابع غريزي الى جانب كونه فكر و وعي و ارادة فانه يمكن اعتبار الافعال الانسانية واعية واللاوعية في نفس الان. اي ان الانسان يتداخل فيه كلا الجانبين ( الوعي واللاوعي ) .

السبت، 26 أبريل 2008

المحور الثالث : الايديولوجيا والوهم

المحور الثالث : الايديولوجيا والوهم

: الوضعية المشكلة
بما ان الانسان واع ومفكر الى جانب كونه كائن غريزي تتحكم فيه رغبات . فهل ينتج دائما معرفة حقيقية خالصة ام ان معرفته متداخلة على الوهم الاديولوجي ؟ وهل يمكن التخلص من الاوهام ام انها ملازمة للفكر الانساني ؟

: موقف ماركس
-الاشكالية : حين يمكن تاسيس معرفة حقيقية ومستقلة عن الاديولوجيا . هل انطلاقا من الفكر ام الواقع ؟
- يقتضي معرفة حقيقية حول الواقع الانطلاق من الواقع ذاته الذي يحدد بدوره الفكر ويكون مصدرها الفكري في استقلال عن الواقع تعطي صورة معكوسة عنه وهذا ما يسمى بالاديولوجيا .
-عناصر الاطروحة : ان الوعي والفكر الانساني هو انعكاس للحياة المادية الواقعية بحيث ان كل انتاج للافكار يكون مشروطا بالنشاط المادي والمبادلات المادية بين الناس - تنتج الاديولوجيا من خلال عملية قلب الواقع واعطاء صورة معكوسة عنه ( كما يحدث في العلبة السوداء ) لا يرتبط باي تاريخ ومن ثم فان الوعي الحقيقي بحيث ينطلق من الواقع المادي وليس الفكر .

موقف نيتشه :
يعتبر نيتشه ان كل ما انتجه الانسان من معارف وحقائق عبارة عن اوهام نسينا انها كذالك لانها لا تنتج بفعل سوء استخدام العقل بل انها ناتجة عن رغبة لا شعورية في حفظ البقاء فكثيرا ما تقدم الاوهام نفسها على انها حقائق وهي تصدر عن شيئين :
- العقل : لايتم استخدام العقل لاكتشاف الحقيقة بقدر ما يوظف للاخفاء والتظليل خاصة حين يكون في الكشف عن الحقيقة خطرا يهدد حياة الانسان . لذا يلجئ العقل الى الكذب والوهم ويغلفها بقالب منطقي صارم يخفي وظيفة الاساسية على مستوى الصراع الاجتماعي الذي يقتضي ان تقوم فئة الضعفاء بانتاج سلسلة من الافكار والمعارف التي تشوه الاوهام وذالك بغاية الاحتماء من بطش الاقوياء .
- اللغة : ان الوعي بالعالم الخارجي وبالذات يتم التعبير عنه عبر الخطاب . والخطاب لا يكون مطابقا للواقع نظرا لان اللغة هي عبارة عن تشبيهات واستعارات وضعها الفكر ولا تكون وسيلة للكشف بل هي فقط وسيلة يستعملها الضعفاء من الناس للتعبير عن القيم والعقائد الوهمية التي يحتمون بها من اعتداء الاقوياء وذالك في لغة شعرية خطابية جذابة ويشير نيتشه الى ان التخلص من الوهم امر بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيلا على العكس الخطا الذي يمكن تصحيحه لانه ينتج عن سوء استخدام العقل بينما الوهم فهو موضوع رغبة وهذا هو السبب الذي يجعل الانسان يتشبث به ويعتبر حقيقة ومن جهة اخرى لا يمكن التخلص من الاوهام لانها بحسب نيتشه عبارة عن اوهام نافعة ينظر الى انها اثبتت فعاليتها في مملوكة الصراع من اجل البقاء .

: خلاصة تركيبة
لاينتج الانسان معرفة موضوعية حول الواقع بل غالبا ما تستبغ معرفته بالذات ورغباتها على اعتبار ان الانسان يتداخل في جانبي . جانب واعي وهو الفكر ثم واجب الاواعي الرغبة